ألتفتُ يميناً- لأراك تحدّق بشوق, وما الذي يسعني فعله سوى التصدّي؟ وأزدادُ حنقاً وغضبا..فما ذنبي إن كنتَ وقحا؟
أنسى..أتجاهل.. وبعد برهة أعود لأستشعرَ حياؤك, وهيهات أن يكون في دمك بضعة قطراتٍ من الخجل! بل وتزداد تظراتك حدّّة وجرأه. أرى بأنّ وقت المجاراة حان, أبتسم تلك الابتسامة المحايدة, فتبتسم أنت الآخر بلهفة.. وأوجه نظري بعيداً عنك.
بعد دقائق, ألتفت ثالثةً فأراك! أبحر في عيناك- فلعلّها مريضة ولربما يكون الحرمان هو الآفة.. شيء ما فيك- يحني رأسي خجلاً, يدفئني, يربكني. أستجمعُ شجاعتي الباقية فأزداد جرأه- وألتهم عيناك بنظراتي الأكثر وقاحة...
سيّدي- شكراً لك. فلقد سلبتني الطيبةوالحياء!
لحظة.. لحظات, هنيهة.. هنيهات, دقيقة.. ساعات. لا شيء سوى النظرات!. أحياناً ألتفتُ شمالاً أو يمينا كي أعلمك بأنني سأمت وأبدي انزعاجي من حضرتك! وعندَ بلوغ الإرهاق ذروته أعود ثانيةً لأبصرك وقد التفتَّ أيضا " كعقابٍ على إهمالي!"...
حتّى عند نومي- تلاحقني تلك النظرات. أصدّها وأعود لها بوقاحةٍ أكبر من صانعها ^ وأجافي فيعاقبني مالكها!.. فما ذنبي إن كنتَ وقحا؟ ما ذنبي؟!..