أشجار الرمان
أمشي تائهة في هذا الزمان
أركض وأركض لأرى العديد من القضبان
أبحث عن أنسان أجد لديه حنان
فإذا به يبتعد بعد أن يضمني ويشعرني بالأمان
أفتش عنه حائرة بين أشجار الرمان
في بستان حبٍ ملئه الألم والأحزان
أسير وأسير إلى أن توقفني صور من تلك الأحزان
صورتها أيداي أناس جرحوا من هذا الزمان
أكمل سيري فالتقي فتاتان حسناوتان
لاقتا من جروح الأزمنة ما لا تطيقان
أحداهن أحبت من كل قلبها إنسان
عذبها ونسي حرارة الأحضان
وأخرى تمنت أن تجد لمركبها ربان
فالتقت برجل ليس للمشاعر في قلبه مكان
أوهمها وأغرقها بأحلام شتان
بين الواقع والأحلام من دون أي ضمان
فيال حظ هاتان الفتاتان
جمعتا برجال ليس لديهما ولا القليل من الوجدان
وأتابع سيري لأطرق باب قصة
علها تذهب عني همي وهم تلك الفتاتان
فأرى شاب يحمل في قلبه من الجروح أطنان
ففتاته التي أحبها ونذر نفسه لها ليست سوى أبنة شيطان
تجعل من قلوب الرجال دميتها
وتدس فيها من السموم ما لا يطيقه أنسان
فأتامل عينيه لأرى البراءة والطفولة ترتسمان
بدموع مليئة بالأحزان كبراعم الأغصان
ولبرهة أتناسى جروحي المؤلمة
وأخفف عنه القليل من الأحزان
فأتركه و أعود لألامي التي تزداد
بدموع لا تجد لها مستقر ولا مكان
فأسير لأرى انسان يضحك ويبتسم
فأعجبت لأمر ذلك الانسان
فتجهت نحوه لأعرف سر ذلك الأنسان
فإذابه يضحك من شدة مرارة الأحزان
فيروي لي قصته باتقان
لأجد به ضحية امرأة شيمتها الغدر وهو هيمان
وأسير دون أي استأذان
فلم أعد أرغب بسماع تلك الأحزان
وأقترب من احداى شجيرات الرمان
فإذا بطائر بقف على أحدى الأغصان
يردد أنغام تطرب أي أذنان
وكأنه أحس بآلامي فردد تلك الألحان
ويزيد من ألحانه العذبة الحزينة
وإذا به يدعو جميع من بحقل الرمان
يدعوهم ليجعلوا من ألحانه أغان
تحكي قصص المتيم الولهان
وبعد رحيل ذلك المطر الفنان
يعود جرحى الحب ليطيبوا جراحهم المتوهجة كالنيران
وفجأة أشعر بحرارة في قلبي
وكأنه سيقذف مشاعري كحمم بركان
فأبتعدت عن ذلك الحقل المليء بالأحزان
لأجد لوحة تتجمل بأرق المشاعر والألوان
صورها لنا الخالق الرحمان
ليجد الإنسان عندها راحة البال للعينان
بمروج تصطبغ حبأ وحنان
تفوح منها عطور الزهر و الريان
ففيها زنبق فل وريحان
ياسمين ونرجس وأقحوان
وفيها أشجار رمان
منقول من صديقة عزيزة مع بعض التعديل
(شراين القلب سهرانة ما بتنامش)