بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
روى البخاري في صحيحه والإمام أحمد رحمهما الله في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : (( أنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات )) مسند الإمام أحمد
ومن هذا الاثر يتبين لنا مدى خطورة الحال الذي نعيشه الايام من استصغار الذنوب وعدم المبالاه بما يقترفه كثير من الناس يومياً من ذنوب وآثام , فترى بعض الناس يحتقر في نفسه بعض الذنوب التي أصبح الناس للاسف يستسهلون الوقوع فيها مع انها من الكبائر , بل أن بعضهم يتسلون بها دون الشعور بالذنب وتانيب الضمير فالندم من أهم عوامل وشروط التوبة فقد قال صلى الله عليه وسلم
(( الندم توبة )) صحيح الجامع
وهذا الآمر يفوت على هؤلا فرصة عظيمة وهي الاستهانة التي تجعل الانسان يعتاد المعصية ولا يلقي لاقترافها أي بال مع أن الله سبحانه وتعالى منحنا فرصة عظيمة للعودة والتوبة والإستغفار حيث قال صلى الله عليه وسلم (( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطي , فأن ندم واستغفر الله منها ألقاها , وإلا كتبت واحده ))) حديث حسن رواه الطبراني في المعجم الكبير ( صحيح الجامع )
لهذا يجب علينا يا خواني وأخواتي أنه إذا وقع أحدنا في ذنب أو أرتكب معصية أن لا يدس رأسه في التراب مثل النعامة بل علينا أن نعترف بذنوبنا بيننا وبين ربنا ونندم عليها وليعلم الجميع أن إستصغار الإنسان للذنب لا يفيد المذنب ولا يخفف من جرمه بل يزيده لأنه استخفاف بحرمات الله واستسهال لانتهاكها .
الطريق الصحيح هو الندم والتوبة ليستفيد المسلم من سعة رحمة الله سبحانه وتعالى ويسلك الطريق الصحيح لينجي نفسه من عذاب الله .
اسال الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يقبل توبتنا وأن ينفعني وجميع المسلمين الموحدين بهذه الكلمات ,أن يجمعني وإياكم بدار كرامته وان يدخلنا الجنة من غير حساب .