--------------------------------------------------------------------------------
كيف ترى ذنوبك ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجريرى ذنوبه كذباب مر على أنفه ، فقال به هكذا . قال أبو شهاب بيده فوق أنفه
سبحان الله وكأنى أول مرة أقرأها
أول مرة اسأل نفسى
يانفس . كيف ترين ذنوبك ؟
تُرى نحن من أى الفريقين
من أرباب الفريق الأول ؟ أم من أرباب الفريق الثانى ؟
هل كنا من الفريق الأول الذين عظمت فى نظرهم ذنوبهم ؟
أم كنا ممن يستصغرون ذنوبهم وهى عظيمة فى جنب الله
فى هذه الأيام
نجد كثيرا ً من الناس حينما نتحدث عن الذنوب والمعاصى يقول
هذه أشياء بسيطة
غيرى يفعل أكثر من ذلك
وبعضهم يقول رحمة الله واسعة
والآخر يقول ( إن الله غفور رحيم )
هل صارت الذنوب بسيطة , أو أمر هين, تمر هكذا وكأننا لم نفعل شيئاً ؟
أفلا سمعنا قول الحبيب المصطفى محمد ( صلى الله عليه وسلم )
إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ،
فجاء ذا بعود ، و جاء ذا بعود ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، و إن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه / صحيح
وفى حديث آخر
ياعائشة! إياك ومحقرات الذنوب ؛ فإن لها من الله طالبا/ صحيح
فكذلك هذه السيئات الصغيرة تأتي من هنا واحدة ومن هناك ثانية وثالثة ورابعة وهلم جرًّا، حتى تجتمع على الإنسان فتهلكه، وهو متساهل بها ومتصاغر لها لا يظن أنها تبلغ ما بلغته.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين-(وها هنا أمرينبغي التفطن لهوهوان الكبيره قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها مايلحقها بالصغائر
وقد يقترن بالصغيره من قلة الحياء وعدم المبالاه وترك الخوفوالاستهانه بها..
مايلحقها بالكبائر بل يجعلها في اعلى رتبها)
انتهى كلامه رحمه الله.
فإن كثرتها قد تؤدي الى الهلاك.
والاستهانة بهاواحتقارها الذي يؤدي الىكبرها وعظمهاعندالله.
ولِمَا الاستهانة بالذنب إذا كان الله عز وجل أخرج آدما ً من الجنة بذنب واحد؟ذنب واحد . معصية واحدة تخرج آدم من الجنة ؟
ذنب واحد , معصية واحدة لا أكثريامن تقول إن الله غفور رحيم
يامن تقولين إن الله غفور رحيم
نعم إن الله غفور رحيم , لكن لمن ؟
يقول سبحانه وتعالى
" وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" (طه:82)
استغفرت حتى يغفر الله لك
هل تبت عن الذنب حتى يتوب الله عليك ؟
هل ندمت , أقلعت تماما ً ,أتبعته بالحسنة , حتى يمحو الله عنك خطاياك
هكذا أفلحوا
استعظموا الذنوب فى عينهم فهانت عند ربهم
عن إبراهيم التيمي عن أبيه بإسناد صحيح قال: قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
[[لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان، ولحثيتم التراب فوق رأسي، ولوددت أن الله غفر ذنباً من ذنوبي وأني دعيت عبد الله بن روثة ]]،
وددت أن الله يغفر لي ذنباً من ذنوبي حتى وإن كانت القربان إلى ذلك والشيء الذي يقدم ليغفر ذنباً من الذنوب أن أدعى يا عبد الله بن روثة؛ وتعرفون معنى الروثةهمسات
استحضر عظمة الله فى قلبك
كلما استحضر الانسان عظمة الله فى قلبه ازداد خوفا ً ووجلا ً من الله عز وجل
قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ﴾[الحج:30].
تذكر عاقبة الذنوب دائما ً فبها يحرم الرزق وبها يحرم الخشوع وبها يحرم من الطاعات
رَأَيتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ ......وَقَد يُورِثُ الذُّلَّ إِدمَانُهَا
وَتَركُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ...... . وَخَيرٌ لِنِفسِكَ عِصيَانُهَا
إِذَا كُنتَ فِي نِعمَةٍ فَارعَهَا .... فَإِنَّ المعَاصِي تُزِيلُ النِّعَم
وَحَافِظ عَلَيهَا بِشُكرِ الإِلَه ...... فُشكرُ الإِلَهِ يُزِيلُ النِّقَموأخيراً
أعيد السؤال على نفسى وعليكم مرة أخرى
كيف ترى ذنوبك ؟
يانفس أجيبى بصدق , فذاك مقياس الايمان
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان
[